ما هو داء اللشمانيا أو مرض الليشمانيا
داء اللشمانيا (داء الليشمانيات أو مرض الليشمانيا) هو داء بكتيري شديد العدوى من الأمراض المعديّة الاستوائية وشبه الاستوائية سببه بكتيريا من جنس الليشمانيا وهي من المفصليات الطفيليّة التي تنتقل عن طريق لدغة ذُبابَة الرّمل.
ما هو أصل داء اللشمانيا
أصل الوباء جرثومي وهو ينتقل بواسطة بكتيريا الليشمانيا وهي من الطفيليات احاديّة الخليّة الذائعة الصيت التي تتميّز بخصائص تمكّنها من التكيّف مع جهاز المناعة في الجسم المضيف, فتتمكّن من البقاء والتكاثر في خلايا الجسم المصاب لتقوم بعدها باستغلال الدورات الحياتية والعادات الغذائية للمضيف الأوّل لنقل العدوى إلى جسم آخر لتأمين استمراريتها.
كيف ينتقل داء اللشمانيا
انتقال العدوى الطفيلية من جسم مصاب إلى جسم آخر, في اغلب الاحيان تنتقل عدوى الليشمانيا إلى البشر عن طريق لدغة ذُبابَة الرّمل (من المفصليات الطفيلية التي تمتص الدم, من عائلة الفواصد الطائرة), وفي حالات أخرى تنتقل العدوى بشكل عمودي (اكتساب العدوى من الأمهات) وفي الطبيعة والأرياف البعيدة عن المناطق الحضرية المكتظّة بالسكان تنتقل العدوى بشكل أفقي (بين الأفراد من نفس الجيل) داخل سلالة كلاب صيد الثعالب, التي تنقلها بدورها إلى أنواع أخرى من الحيوانات وإلى البشر.
ما هي أنواع داء اللشمانيا
يوجد نوعين من داء الليشمانيات:
· اللشمانيا التي تنتقل عبر المفصليّات الطفيلية, وهذه العدوى عادة موجودة في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان وبشكل رئيسي في آسيا الوسطى وسوريا التي ينتشر فيها المرض بصورة وبائية.
· اللشمانيا الحيوانية المنشأ, وهذه العدوى شائعة في المناطق الريفية في جميع أنحاء آسيا الوسطى وشمال إفريقيا وجنوب شرق أوروبا.
تسبب معظم أنواع اللشمانيا داء الليشمانيات الجلدي. ومع ذلك, فإن معظم هذه الأنواع حيوانية المصدر, خصوصا الليشمانيا الطفلية, وهي السبب الأكثر شيوعا لداء الليشمانيا في الكلاب في جميع أنحاء العالم.
دورة حياة طفيل الليشمانيا تنطوي على الفقاريات (الحيوانات أو البشر) وحشرة ذُبابَة الرّمل (من عائلة الفواصد الطائرة اللوتزومية). وتعبر ذُبابَة الرّمل السبب الرئيس في انتقال عدوى اللشمانيا في المناطق الموبوءة.
داء الليشمانيات الباطني الحيواني المنشأ (ZVL) هو مرض يصيب البشر والكلاب المحلية, سببه الليشمانيا الطفيلية التي تنتقل عن طريق ذبابة الرمل وهي نوع من البعوض الصغير من عائلة الفواصد الطائرة.
ما هي أشكال الليشمانيا
هناك أربعة أشكال شائعة من داء الليشمانيات:
1. داء الليشمانيات الجلدي هو الشكل الأكثر شيوعا من داء الليشمانيات, ويتميز هذا المرض بعوارض عديدة أبرزها ظهور قرحة دائريّة الشكل في موقع اللدغة (مكان لدغة), والتي قد تلتئم في فترة من بضعة أشهر تاركة ندبة قبيحة. يعتبر داء الليشمانيات الجلدي من الأمراض التقدمية, وهو قد يتطوّر إلى أي شكل من الأشكال الثلاثة الأخرى من داء الليشمانيات في أي فترة.
2. داء الليشمانيات الباطني (VL , الكلازار, الحمى السوداء, أو حمى دمدوم) هو أشد أشكال داء الليشمانيات, وهو من الأمراض الجهازية سببه طفيلي وحيد الخلية, ويتميّز هذا المرض بعوارض عديدة أبرزها نوبات غير منتظمة من الحمى وفقدان الشهية, وتضخّم الكبد والطحال, وفقر الدم الشديد. وإذا لم يعالج, فإن معدل الوفيات يمكن قد يصل إلى 100٪ في غضون عامين من تاريخ الإصابة. هذا المرض شائع بين سكان المناطق الحضرية في شمال أفريقيا وشبه القارة الهندية حيث يعتبر داء الليشمانيا وباء بلديّاً.
3. داء اللشمانيا المخاطي الجلدي هو مرض معد يسببه طفيلي أحادي الخلية من جنس الليشمانيا والذي ينتقل عن طريق لدغات ذبابة الرمل, وفي أغلب الأحيان يظهر هذا الداء بشكل تقرحات جلدية تظهر بشكل رئيسي على النثرة (منطقة الأنف والفم), وعادة ما تنتشر هذه التقرحات مسببة تلف الأنسجة.
4. داء الليشمانيات الجلدي المنتشر (DCL) وهو شكل نادر من داء الليشمانيات المعمم يتميز بالآفات الجلدية التقدمية البطيئة والتي تنتشر على نطاق واسع, والتي قد تشبه الجذام, ومن الصعب علاج هذا النوع من داء الليشمانيات, وخاصة في الأشخاص ذوي المناعة المضطربة الضعيفة.
كيف تنتقل عدوى الليشمانيا
ينتقل داء الليشمانيات عن طريق لدغات ذبابة الرمل.
تقوم ذبابة الرّمل بحقن طفيليات بروماستيغوت شديدة العدوى (metacyclic promastigotes) في ثقب الجرح. حينها, تقوم خلايا المناعة وبالتحديد البالعات الكبيرة أو الخلايا البلعمية الكبيرة (macrophages) في الجسم المصاب بمهاجمة طفيليات البروماستيغوت فتحاصرها وتلتهمها ومن ثم تقوم بهضمها لتشكيل الأماستيغوت (amastigotes).
تتكاثر الأماستيغوت وتنتشر محليا, ويعتمد عمق الاختراق ومدى الإصابة على المنطقة المعنية و الحصانة المناعية لدى الأشخاص المصابين. وعلاوة على ذلك, فإن شدة المظاهر السريرية تعتمد على عمق وحجم الاختراق, والتي قد تختلف تبعا للعامل المسبب للمرض.
تصاب ذبابة الرمل بالعدوى نتيجة مص دم ملوّث يحتوي على خلايا بلعمية كبيرة مصابة بطفيليات الأماستيغوت من المضيف المصاب. وتتحوّل طفيليات الأماستيغوت الى بروماستيغوت (promastigotes) في أمعاء ذبابة الرمل (المعي المتوسط), ومن ثم تتكاثر ثم تتضاعف وتتحوّل إلى طفيليات بروماستيغوت يافعة في مرحلة العدوى الشديدة (metacyclic promastigotes) قبل الهجرة والانتقال عبر الدم إلى الخرطوم (proboscis), حيث يتم حقنها في مضيف جديد.
ما هي اعراض داء الليشمانيا
داء الليشمانيات هو مرض مزمن مع فترة حضانة طويلة, وقد تظهر الأعراض الأولية في فترة تتراوح ما بين 3 أسابيع إلى 7 سنوات بعد حدوث العدوى. ومع ذلك, وفي أغلب الحالات تظهر القروح الجلديّة بعد 1-3 أشهر من العدوى.
وتشمل الأعراض السريرية الأخرى على:
أعراض شبيهة بالعوارض السرطانية (Cancerogenic symptoms), والتي تشمل على الحمى والخمول, وفقر الدم, وتضخّم الطحال والكبد.
في الطب السريري, يعتبر داء الليشمانيات السبب الرئيسي لتضخّم الطحال الواسع النطاق (الطحال الذي يزيد وزنه عن ال 1000 غ و الذي يزيد قطره عن ال 20 سم). ويمكن تحسّس (معاينة بواسطة الأصابع) تضخم الطحال الذي قد يتضخّم ليصل حوالي 8 سم تحت الحافة الضلعية.
كيف يتم تشخيص داء الليشمانيا
1. يؤخذ خزعة عبر الشفط من النخاع العظمي لتشخيص المرض وتأكيد, و / أو تحديد عمق الإصابة بداء الليشمانيات الباطني (visceral leishmaniasis).
2. التصوير المجهري المباشر لطفيليات الأماستيغوت الوحيدة الخليّة (unicellular amastigotes) والمعاينة العينية المباشرة لهيئات ليشمان دونوفان في خلايا الدم الوحيدة النوى أو الوحيدات (monocytes) والعدلات أو نيوتروفيل (neutrophils).
3. تحليل الإليزا (ELISA)
4. اختبار كومبس المباشر أو اختبار التراص الدموي المباشر (DAT).
5. اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) , وذلك للكشف وتحليل تسلسل الحمض النووي لبكتيريا الليشمانيا من عيّنة بول مأخوذة من المرضى الذين يعانون من داء الليشمانيات.
كيف يتم علاج داء الليشمانيا
العلاج التقليدي للمرضى المصابين بداء الليشمانيا
في أغلب الأحيان يشفى داء الليشمانيا الجلدي (داء الليشمانيات الجلدي) بشكل ذاتي. ومع ذلك, هناك نوعان من أدوية الانتيمونيا الخماسية التكافؤ لعلاج مرض اللشمانيا الباطني وداء الليشمانيات الجلدي.
1. ميغلومين انتي مونيا (غلوكانتيم), وهو دواء يستخدم عادة لعلاج داء الليشمانيات.
2. ستيبوغلوكونات الصوديوم (بنتوسام), وهو دواء يستخدم عن طريق الحقن لعلاج داء الليشمانيات.
تعمل هذه الأدوية على قطع عملية الأيض (trypanothione metabolism) ما يؤدي إلى وقف إنتاج الطاقة لدى الطفيليات في نهاية المطاف.
أمفوتيريسين (امبيسوم) هو الدواء المفضل لعلاج المرضى الذين يعانون من داء الليشمانيات الباطني أو داء الليشمانيا الجلدي المخاطي, وقد أثبت هذا الدواء جدواه لا سيما عند المرضى الذين يعانون من مقاومة لأدوية الانتيمونيا.
ميلتيفوزين (إيمبافيدو), وهو مضاد للميكروبات يستخدم لعلاج داء الليشمانيات الجلدي والباطني. وعند تناول جرعة مقدارها حوالي 2.5 ملغ / كغ / يوم لمدة 4 أسابيع, فإن معدل الشفاء قد يصل إلى 98٪ لدى أغلب المرضى, ويعتبر هذا الدواء آمن للاستعمال إلى حد معقول.